“آنت غروب”: جاك ما يتخلى عن السيطرة على عملاق التكنولوجيا المالية

وتدير “آنت غروب” نظام Alipay، وهو نظام الدفع الرئيسي عبر الإنترنت في الصين، والذي تفوق على الدفع نقدا أو بالشيكات أو بطاقات الائتمان.

ويتحكم ما، مدرس اللغة الإنجليزية السابق الذي أسس شركة علي بابا العملاقة للتجارة الإلكترونية، بشكل مباشر وغير مباشر في أكثر من 50 في المئة من شركة “آنت غروب”.

ولكن بعد التغييرات في الإطار التنظيمي للمجموعة، سوف يسيطر على ما يزيد قليلاً عن 6 في المئة من الأسهم، حسبما قالت المجموعة في بيان.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تم إلغاء تعويم سوق الأسهم مجموعة آنت بقيمة 26 مليار جنيه إسترليني، والذي كان من الممكن أن يكون الأكبر في العالم، في اللحظة الأخيرة.

وأشارت السلطات الصينية آنذاك إلى “قضايا رئيسية” تتعلق بتنظيم الشركة.

ورأى بعض المحللين أنها محاولة من قبل الحكومة الصينية لإخضاع شركة أصبحت قوية للغاية ورئيسها الذي أصبح صريحا للغاية في انتقاده للسلطات.

وجاء التدخل التنظيمي بعد أن قال ما في مؤتمر مالي إن البنوك التقليدية لديها “عقلية متجر الرهونات”.

كما أشاد ما آنذاك بمزايا النظام المصرفي الرقمي، وشدد على أن قرارات الإقراض المستقبلية يجب أن تستند إلى البيانات وليس الضمانات.

وبعد انهيار سوق الأسهم، الذي كان من المزمع أن يجعل ما أغنى شخص في الصين، اختفى لمدة ثلاثة أشهر، مما أثار التكهنات حول مكان وجوده.

وعاد ما إلى الظهور لكنه كان يتجنب الأضواء منذ ذلك الحين.

ويتحكم ما في “أنت غروب” عن طريق حصته ومن خلال العمل بالتنسيق مع المساهمين الآخرين.

لكن المجموعة قالت إن المساهمين وافقوا على عدم العمل معًا بعد الآن عند استخدام حقوق التصويت، وسيصوتون فقط بشكل مستقل.

كما سيتغير هيكل المساهمة في المجموعة.

لكن آنت غروب قالت إن المصالح الاقتصادية للمساهمين لن تتغير.

وقال أندرو كوليير، العضو المنتدب لشركة أورينت كابيتال ريسيرش: “إن رحيل جاك ما عن شركة آنت فاينانشال، وهي شركة أسسها، يظهر تصميم القيادة الصينية على الحد من تأثير كبار المستثمرين من القطاع الخاص”.

وأضاف “هذا الاتجاه سيستمر في إحداث تآكل في الأجزاء الأكثر إنتاجية في الاقتصاد الصيني”.

وتقترب آنت غروب من الانتهاء من إعادة هيكلة لمدة عامين بقيادة الجهات التنظيمية، وتستعد السلطات الصينية لفرض غرامة تزيد عن مليار دولار على الشركة، وفقًا لوكالة رويترز للأنباء.

والعقوبة المتوقعة هي جزء من حملة شاملة على عمالقة التكنولوجيا في الصين على مدى العامين الماضيين، التي أدت إلى خفض مئات المليارات من الدولارات من قيمها وتقليص الإيرادات والأرباح.

لكن السلطات خففت من لهجتها مؤخرًا وسط جهود لتعزيز الاقتصاد الصيني، الذي تضرر من جائحة كوفيد.