كتبت “سفير الشمال“: في فيحاء لبنان، مدينة العلم والعلماء، حيث يجتمع التاريخ والتراث ليشكّلا موئلاً للعيش الوطني الواحد أهلاً وسهلاً بكم أو بالأحرى “أهلا بهالطلّة“.
بجولة لإعلاميي لبنان، اطلقت مدينة طرابلس حملة “أهلا بهالطلّة” بتوجيهات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبرعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصّار. هو يوم طرابلسي بإمتياز تعرّف خلاله الاعلاميون على تاريخ طرابلس، تمشوا في أسواقها القديمة وزاروا اهم معالمها.
وكان منظم الجولة السيد مصطفى الصمد قد قال بمستهل الجولة في حديث الى “سفير الشمال” اننا “لا نريد ان تنتقل العدوى بالأمراض فقط، بل نريد للسياحة ان تكون معدية وان توضع مدينتنا اسوة بباقي المناطق على الخارطة السياحية. والوقت اليوم ليس للكلام بل للتنفيذ وسنترك الكلام للاعلاميين”.
وأشار الى أن صاحب شركة FIVE STARS TOUR السيد علي ضاهر قام بتقديم خمسة باصات لمدة خمسة أيام (من بينها يوم جولة الإعلاميين) وسأقدم أربعة باصات أخرى للأشخاص الراغبين بزيارة طرابلس مجاناً مرتين في الأسبوع على ان تحدد التواريخ في موعد لاحق”.
وكانت الجولة قد استهلّت من معرض رشيد كرامي الدولي، حيث قدم المهندس وسيم الناغي شرحا تاريخيا عن تأسيس المعرض ومراحل إنجازه وميزاته العمرانية، وأكد السعي الى “الإفادة من مساحات المعرض وفرادته وحداثته العمرانية والإفادة من القوانين التي أقرت مؤخرا والتي تحرر المعرض من كثير من القيود”
ثم كانت زيارة لقلعة طرابلس فالأسواق القديمة والمسجد المنصوري الكبير، مروراً بحمام عز الدين حيث اجتمع الاعلاميون الى قصة رواها حكواتي البلد. واختتمت الجولة الصباحية بغداء في مطعم الحج علي، ومن ثم جولة في أرجاء سكة الحديد ومشاهدة محطة القطار.
من جهته لفت الزميل يزبك وهبه الى انه “لا شك ان الجولة في مدينة الفيحاء مهمة جداً ومميزة لكي يتعرّف الصحافيون القادمون من خارج طرابلس اليها، وان لا تبقى صورة المدينة المليئة بالمشاكل والاشتباكات والخلافات مطبوعة في اذهانهم، فهذه المدينة الجميلة تحتوي على تاريخ اثري يمتد الى قرون مضت”.
وتوجه وهبه الى منظمي الجولة بالشكر مشيراً الى انه “من الاعلاميين الذين يعرفون طرابلس جيداً في أيام السلم والحرب، في ايام المشاكل وايام الفرح وهذه ليست الجولة الاولى التي اقوم بها، لكنني احب ان آتي باستمرار الى اسواقها القديمة وقلعتها”. وفي رسالة الى الزملاء الصحافيين، قال وهبه “لا تكوّنوا فكرة بشعة عن طرابلس. فهي ثاني مدينة في لبنان تحتوي على اماكن جميلة جداً وادعوكم لزيارتها والتمتع بأجوائها والتعرف الى طيبة شعبها وكرم ابنائها ومقدار محبتهم لإخوتهم اللبنانيين”.
بدوره قال الزميل جلال عساف “من خلال معرفتي بتاريخ طرابلس وبعد جولة اليوم، يمكن لطرابلس ان تكون بين اهم المدن السياحية في حوض المتوسّط الشرقي والغربي، ويمكن ان تكون الاولى حتى لما فيها من معالم تاريخية، ولما فيها من تنوّع وعيش مشترك”. ويرى عساف ان “عاملين يجب ازالتهما كي تنطلق مسيرة النهضة في طرابلس، يتمثل الاول في ازالة الاهمال فيما ينص الثاني على مواجهة الفقر لما له من تأثيرات سواء من ناحية الصورة المغلوطة عن وجود تطرف في المدينة ومن ناحية تأمين الحدود الدنيا لمعيشة اهل المدينة الودعاء والمحبين. فليس صحيحاً ان التطرف هو سمة المدينة، فالمجتمع الطرابلسي نشيط ومحب يجب عدم اهماله والعمل على تأمين الظروف الحسنة لمعيشة الناس”. وبحسب عساف “على الاعلام الاضاءة على الاهمية الثقافية والاجتماعية والسياحية وللعيش المسيحي الاسلامي في طرابلس”.
هي طرابلس التي لحق بها ظلم الدولة حتى الرمق الأخير. تلك الجميلة التي لا يليق بها الّا الفرح، حقّها على كل لبناني لا سيما الاعلاميين ان يعملوا على اظهار صورتها البهيّة لتعود الى سابق عهدها ملتقى الادباء والمثقفين وموطن الوحدة الوطنية.
“عنا الحلا كلو” برعاية وزير الثقافة
وكتبت بشرى تلج الدين في” سفير الشمال“:
تزامنت جولة الاعلاميين مع الافتتاح الرسمي لمهرجان طرابلس السياحي بعنوان: “عنا الحلى كلو” برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى ممثلا برئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو المحامي شوقي ساسين، فتلاقى الاعلام مع زوار الفيحاء وأهلها الذين حضروا بكثافة الى مركز العزم الثقافي حيث تقام الفعاليات التي يشرف عليها مدير المركز عبد الناصر ياسين، في مشهد وطني يليق بالمدينة التي يلتقي مجتمعها اليوم على تنميتها السياحية والوقوف في وجه أية محاولات جديدة لتهميشها.
كانت البداية مع إفتتاح المعرض التراثي والحرفي الذي تشارك فيه جمعيات وهيئات طرابلسية ولبنانية، أما القيمة المضافة فكانت مشاركة “كورال الفيحاء الوطني اللبناني” في أمسية سحرت الجمهور الذي إحتشد في مسرح مركز العزم الثقافي الذي ضاق بالحضور.
وإنطلق الافتتاح الرسمي بالنشيد الوطني اللبناني، وبفيديو لأغنية الفنان اللبناني أحمد قعبور بعنوان “تبقى الأفراح عامرة بطرابلس” من إعداد شباب نيوز والزميل فراس مولوي.
ثم ألقى نائب نقيب محرري الصحافة اللبنانية الصحافي غسان ريفي كلمة أكد فيها أن طرابلس تفتح ذراعيها لكل اللبنانيين، مؤكدا أنها المدينة الأم، والمدينة الحاضنة والعاصمة العصية على كل الصعاب، مرحبا بالحضور وخصوصا بالاعلاميين اللبنانيين داعيا إياهم الى نقل ما شاهدوه في جولتهم في المدينة، منوها بمبادرة السياحة المجانية في طرابلس التي أطلقها مصطفى الصمد، وبالجهود التي بذلتها الجمعيات والهيئات التي تلقفت هذه المبادرة، وبالأخص مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض متمنيا مع الحضور لها الشفاء العاجل.
ثم ألقت رئيسة جمعية تراث طرابلس الدكتورة جمانة الشهال تدمري كلمة بإسم الجمعيات المشاركة، فقالت: قد يفاجأ البعض كيف يرعى وزيرا للثقافةِ نشاطاً سياحياً، لكنني كناشطةٍ ثقافيةٍ تراثيةٍ لا يمكنني الا ان اشد َعلى يدِهِ واثني على قرارِه برعايةِ هذا الاحتفال.
وأضافت: قد يرى البعضُ بالسياحةِ المطاعمَ والفنادقَ والابنيةِ التراثيةِ حصراً، بينما السياحةُ في نظرنا هي التعايش والتآخي والتلاقي بين الحضاراتِ والثقافةِ الانسانيةِ والاجتماعيةِ المختلفة. هذا في العموم فكيف اذا كان الحدثُ في مدينتِنا الحبيبة؟.
وأكدت تدمري أن في طرابلس كل عناصرَ السياحةِ المستدامةِ فهي عاصمةُ البهجةِ، مدينةُ الأرخبيلِ التي تضمُ خمسةَ جزرٍ احداها محميةٌ طبيعية، انها ببساطة جوهرةُ المتوسط حيث تتناغمُ فيها الحداثةُ مع التقاليد، لافتة الى أن المدينة تحتاجُ الى كل جهدٍ رسميٍ لتثبيتها على خارطةِ السياحةِ العالمية، فلم يعد جائزاً ان تبقى المدينةُ يتيمةً متروكةً تواجهُ مآسي الحياةَ منفردةً.
وأملت تدمري أن يكون هذا الحدث حافزاً لمشاريع سياحية مستقبلية تجعل من طرابلس مدينة سياحية مؤهلة لاستقبال السياح كما نتمنى اعداد خطةٍ دعائيةٍ اعلانيةٍ واعلامية لتسويقِ اهميةِ طرابلس في بلدانِ الاغتراب، كما نتمنى مؤازرة مؤسسات المجتمع المدني والاهلي في المدينة، في كل الجهود التي يبذلونها.
وختمت: السياحة يا معالي الوزير هي البابُ الاسهلُ لادخالِ العملةِ الصعبة والتي نحنُ بأمسِ الحاجةِ اليها فكيف اذا اصبحَت السياحةٌ ثقافية تستقطبُ النخبَ من كلِ ثقافاتِ العالم؟ لذلك على مؤسساتِ الدولةِ ان تعملَ جسماً واحداً لان رعاية َ المؤتمراتِ فقط وعلى اهميتها دونَ تأمين مستلزماتِ الخدمات السياحةِ من كهرباءٍ وماءٍ وبنى تحتية يبقينا في حلقةٍ مفرغة.
ثم ألقى المحامي شوقي ساسين كلمة بإسم الوزير مرتضى، فنقل تحياته وإعتذاره لعدم تمكنه من الحضور، وأكد “ان طرابلس في كيانها انما هي تألق الجغرافيا والتاريخ والقيم، مشددا على أنه ينتمي إليها انتماء وجود لا انتماء مودة فقط”.
وقال ساسين: “طرابلس في قلب وزير الثقافة وقلب وزارتها وهو الذي مر بها في مطالع حياته القضائية قاضيا ناطقًا بأحكام العدالة باسم الشعب اللبناني، ويوم تولى وزارة الثقافة كان لطرابلس حصة كبيرة من اهتماماته. وأشير هنا الى أربعة مواضيع منها:
اولا: اتخاذ القرار باعتماد كورال الفيحاء كورالا وطنيا نظرا لما يمثله هذا الكورال من تنوع يفضي الى وحدة جمال.
ثانيا: اعتماد طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 وقد شرعنا في الوزارة بتشكيل لجنة للاهتمام بهذه الاحتفالية التي نأمل أن تكون فرصة كبيرة لإظهار ما تختزنه طرابلس على الصعيد الثقافي.
ثالثا تفعيل لجنة لخان العسكر حيث اخذ معالي الوزير على عاتقه الإشراف عليها للتوصل الى إفادة المدينة من هذا المرفق الأثري وإقامة اللقاءات الفنية والثقافية فيه على أن يصار الى إنجاز ذلك في أقرب وقت ممكن.
رابعا :ملف إدراج معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي على لائحة التراث الثقافي لليونيسكو”.
وأضاف: “لقد سمعتم وسمعنا أن طرابلس تحتوي على القدر الأكبر من الآثار المملوكية بعد القاهرة في هذا الشرق كله، وكذلك سمعتم وسمعنا وتعلمتم وتعلمنا أن طرابلس هي مدينة العيش المشترك وهذا كله صحيح، ولكنكم اليوم تثبتون أن طرابلس بمقدار ما هي مدينة التاريخ هي مدينة المستقبل وبمقدار ما هي مدينة العيش هي أيضا مدينة الحياة، وعلى هذا الرجاء نحن ننظر الى فعاليات هذا الشهر الثقافي السياحي بعين الأمل أن تكون فاتحة لحياة ثقافية سياحية تنعش المدينة لان الثقافة والسياحة يمكن ان تتحولا الى منتجات إقتصادية بمعنى انهما إمكانات استثمار للتنمية المحلية والوطنية، وهناك حالات كثيرة في لبنان وغير لبنان استخدمت فيها أدوات الثقافة كالتراث المعماري مثلًا سبيلًا للتنمية الاقتصادية. فنحن نريد أن نحافظ على الماضي وثرواته التراثية لكننا نريد ان نرى أناسا احياء يستفيدون من الماضي من أجل يومهم ومستقبلهم ومستقبل اجيالهم”.
وختم ساسين: “على هذا الرجاء اختم بالقول اتمنى ان تكون ساعة التل الآلة التي بها نضبط من اليوم فصاعدا مواقيت التنمية لمستقبل جميل في طرابلس”.
بعد ذلك قدم كورال الفيحاء الوطني باقة من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور.
التعليقات