تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين العديد من القضايا من بينها اعتقال أكاديمي ومؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، والانتشار الكبير لتناول الأطعمة الفائقة المعالجة، والحاجة لتشديد العقوبات على روسيا كوسيلة ضغط لمساندة أوكرانيا.
نبدأ من صحيفة الغارديان وتقرير لستيفاني كيرشغيسنر بعنوان “اعتقال أكاديمي ومؤثر سعودي دليل آخر على قمع وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة”.
وتقول الكاتبة إن السلطات السعودية ألقت القبض على باحث سعودي بارز ومؤثر في سناب شات فيما وصفه الخبراء بأنه دليل على الحملة الصارمة التي تمارسها المملكة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول الكاتبة إن اعتقال محمد الحاجي، خبير الصحة العامة الذي أكمل دراسته في الولايات المتحدة، جاء في أعقاب اختفاء واعتقال مؤثرين بارزين آخرين بسبب “جرائم” تشمل الانتقاد المتصور لولي العهد، محمد بن سلمان، ودعم المرأة وحقوقها
وتضيف أنه لم يكن هناك ما يشير إلى سبب اعتقال المؤثر، الذي كان يُنظر إليه على أنه غير سياسي وداعم للحكومة السعودية.
وتقول الكاتبة إن اعتقاله جاء في أعقاب الأنباء الأخيرة عن اعتقال مناهل العتيبي، وهي مدربة لياقة بدنية تبلغ من العمر 29 عامًا، والتي كثيراً ما روجت لتمكين المرأة على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول إن من بين التهم التي وجهت للعتيبي استخدام هاشتاغ للدعوة إلى إنهاء قواعد ولاية الرجل. وتضيف أن مؤثرا آخر على سناب تشات، وهو منصور الرقيبة، الذي كان لديه أكثر من مليوني متابع، حُكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً بسبب انتقاده الشخصي لولي العهد.
وتقول الكاتبة إن الصحافي السعودي جمال خاشقجي انتقد في أحد أعمدته الأخيرة في الواشنطن بوست قبل مقتله الوحشي في 2018 موجات الاعتقالات من قبل حكومة ولي العهد.
وقال يحيى إبراهيم عسيري، المعارض السعودي المقيم في بريطانيا، إن السعودية لم تعد تشهد “اعتقالات جماعية” كما وصفها خاشقجي قبل خمس سنوات.
وقال عسيري للصحيفة “السجون ممتلئة والمجتمع مهدد بشكل كامل. لا أحد ينتقد الانتهاكات أو الفساد. وعلى الرغم من ذلك لا تزال السلطات تبحث عن المزيد من الضحايا ولا تزال تستهدف أي شخص تشعر أنه يمكنه التعبير عن آرائه في أي وقت. الحاج لا ينتقد السلطات – إنه يحاول أن يكون في الجانب الآمن – لكن تم اعتقاله بشكل غير عادل، مثل الكثير من الناس “.
وتقول الكاتبة إن الحاجي لديه حساب سناب شات معتمد و 385 ألف متابع على تويتر. وتضيف إنه يركز في حسابه على نجاحه الأكاديمي في الولايات المتحدة، ويسعى لاستخدام منصته لشرح قضايا الصحة العامة للجمهور السعودي.
قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لجماعة دون، وهي جماعة لحقوق الإنسان أسسها خاشقجي ، إن السعودية تعتقل الآن على وجه الخصوص الأصوات البارزة التي “لا علاقة لها بالسياسة” لأن أي صوت مستقل يُنظر إليه على أنه تهديد في ذهن محمد بن سلمان”. وأضافت إن اختفاء أشخاص مثل الحاجي، دون سبب معروف، كان أحد أساليب “الإرهاب” التي استخدمها ولي العهد.
الأطعمة فائقة المعالجة
ونبقى مع صحيفة الغارديان، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الأطعمة فائقة المعالجة: يجب إلقاء اللوم على الشركات وليس المستهلكين”
وتقول الصحيفة أصبح أكثر من نصف الطعام المستهلك في بريطانيا والولايات المتحدة يتكون الآن من أغذية فائقة المعالجة.
وتضيف الصحيفة أنه في بعض الأحيان، تكون الأطعمة فائقة المعالجة واضحة جلية مثل الوجبات السريعة الغنية بالنشويات والدهون والسكر، ولكنها في بعض الأحيان تتخفى في صور تبدو أكثر صحية مثل الحساء أو الزبادي.
وتقول الصحيفة إن العديد من الدراسات تشير إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة تضر بجسم الإنسان وتزيد من معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض التمثيل الغذائي.
وتضيف أن المخاطر لا تكمن في السمنة فقط: فالمخاطر الأكبر مثل الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والوفاة المبكرة تتزايد مع استهلاك الأطعمة المعالجة بغض النظر عن زيادة الوزن.
وتشير الصحيفة إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة يتم إنتاجها من قبل شركات متعددة الجنسيات، ويعتمد إنتاجها على أن تكون رخيصة في الإنتاج والنقل، حيث تحل المواد المشتقة صناعياً محل المكونات الأكثر تكلفة وتضمن العمر الافتراضي الطويل. وهي مصممة أيضاً لجعلنا نشتري المزيد، وهو أمر ضروري في نظام يجب أن تستمر فيه الشركات في النمو لإرضاء مساهميها. وتضيف أن الاستهلاك العالمي آخذ في الارتفاع بسرعة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المتوسط.
وتوضح الصحيفة أن معالجة الفقر أمر أساسي للتصدي للأطعمة فائقة المعالجة، فعندما يستطيع الناس تناول طعام صحي أكثر، يفعلون ذلك بشكل عام.
وتختتم الصحيفة بالقول إنه يجب تقديم وجبات مدرسية مجانية صحية، والحد من اللجوء إلى الأطعمة المعالجة في المدارس والسجون والمستشفيات. وتقول إنه يجب أيضا كبح جماح التسويق الذي يستهدف الأطفال وإدخال ملصقات التحذير على المنتجات، وهو إجراء أثبت فعاليته العالية في تقليل الطلب على العناصر عالية الملح والسكر.
حرب اقتصادية
وجاءت افتتاحية صحيفة الاندبندنت بعنوان “يجب على بريطانيا والغرب كسب الحرب الاقتصادية من أجل أوكرانيا والحرية”
وتقول الصحيفة إنه مما يثلج الصدر أن الحكومة البريطانية استجابت بحماس لدعوات أولينا زيلينسكا، السيدة الأولى في أوكرانيا، لتشديد نظام العقوبات على روسيا. وكما أشارت زيلنسكا بقوة في مقابلتها الحصرية مع صحيفة الإندبندنت، فإن العديد من الدول الصديقة لروسيا تساعد الكرملين في الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على الأفراد الرئيسيين وعلى الاقتصاد الروسي الأوسع.
وتضيف الصحيفة أنه كان للعقوبات تأثير على آلة الحرب الروسية، كما أدى خروج العديد من المجموعات الصناعية الغربية إلى إضعاف قدرت روسيا على تصنيع الأسلحة. ولكن زيلينسكا تذكرنا أنه من المغري لدول مثل تركيا وكازاخستان وأرمينيا أن تحاول الاستفادة من بعض المكاسب التكتيكية قصيرة الأجل من المساعدة السرية لروسيا.
وتشير الصحيفة إلى أنه الأكثر إلحاحاً لأوكرانيا هو الحياد المدروس والمضلل لأمثال جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، بينما قدمت إيران وكوريا الشمالية، الخبراء في مجال خرق العقوبات، الكثير من النصائح والأجهزة إلى فلاديمير بوتين.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن الصين كانت أكثر حرصاً بشأن توريد مواد تستخدم في السلاح والقتال، إلا أنها لم تبتعد كثيراً عن “الشراكة بلا حدود” مع موسكو. وتضيف أنه حتى السعودية، التي استضافت مؤخراً مؤتمراً دولياً حول الحرب بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أثبتت أنها غير مفيدة في إدارة أزمة الطاقة بعد الغزو.
وتضيف الصحيفة أنه كما هو الحال في ساحة المعركة، يحتاج الغرب إلى تكثيف جهوده في الحرب المالية والاقتصادية لضمان انتصار أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية وسيادة القانون الدولي.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وكندا وبريطانيا، هذه الدول جميعها تشكل تحالفاً هائلاً ولديها ثقل لزيادة الضغط على بوتين. كما أعلن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، عن 25 عقوبة جديدة تستهدف وصول الرئيس الروسي إلى المعدات العسكرية الأجنبية. ومن بين هؤلاء الأفراد والشركات في تركيا ودبي وسلوفاكيا وسويسرا الذين يدعمون الغزو.