يُشكّل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، فرصة مهمة للصقارين ومزارع الصقور على حدّ سواء، حيث يتزامن موعد إقامته مع بدء موسم المقناص من جهة، وانطلاق موسم مُسابقات وبطولات الصيد بالصقور من جهة أخرى، حيث يرغب الصقارون في اقتناء أفضل الصقور المكاثرة في الأسر للمُنافسة بها في الفعاليات المحلية والإقليمية، فضلاً عن استخدامها لممارسة الصقارة في المحميات التي تسمح بذلك، وكذلك تدريب أبنائهم على رياضة الصيد بالصقور التي يحرصون على توريثها لهم.
وفي حين ودّع الصقّارون موسم مقناص ناجح في فبراير الماضي، بعد الإقبال اللافت على قطاع الصقارة في الدورة الماضية من المعرض، يترقب عُشّاق الصيد بالصقور فعاليات الدورة المقبلة التي تُقام خلال الفترة من 26 سبتمبر ولغاية 2 أكتوبر المقبلين بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وذلك بهدف الاستعداد لموسم الصيد الجديد 2022-2023، حيث يجدون في قطاع الصقارة كل ما يبحثون عنه.
وتلقى أدوات ومستلزمات الصقور نصيبها الكبير من الاهتمام اللافت من الزوار بين أروقة المعرض، عبر العديد من الأجنحة التي تعرض منتجات متنوعة، لتكشف للجمهور جانباً مهماً من لوازم الصقور والأدوات التي يستخدمها الصقارون خلال ممارسة رياضتهم المفضلة.
جهود على مستوى العالم
يعزو خبراء إماراتيون ودوليون نجاح جهود استخدام الصقور المُكاثَرة في الأسر في رياضة الصقارة، وبالتالي التزايد الملحوظ في عدد مزارع الصقور في العالم وتوسّع وتطوّر صناعتها، لجهود إماراتية بالدرجة الأولى تمثّلت في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي انطلق في عام 2003 بتنظيم من نادي صقاري الإمارات. ويمثل المعرض منصّة عرض مهمة للمنتجين الإماراتيين للصقور للترويج لإنتاجهم من مختلف أنواع الصقور المكاثرة في الأسر. وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، أنّ أبوظبي عملت بشكل مبكر على وضع استراتيجية فاعلة لاستدامة هذه الرياضة التراثية تعتمد على التوسّع بأنشطة إكثارها بالأسر، وإنتاج طيور ذات مواصفات عالية بأعداد كافية وبأسعار مناسبة للصقارين، وذلك بالتوازي مع تنفيذ خطة توعوية لهواة الصقارة من أجل الحفاظ على الصقور البرية، والحدّ من صيدها.
واعتبر أنّ هذه الجهود تؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لأهمية المحافظة على التراث والصيد المُستدام من خلال العمل المتواصل والمكثف لتحقيق التوازن بين ما تنشده دولة الإمارات من نهضة شاملة، والحفاظ على موروثاتها الثقافية والاجتماعية في تجربة فريدة حازت إعجاب وتقدير العالم.
تصاعد الإنتاج الإماراتي
العارض أحمد الكتبي، وهو مُنتج إماراتي لعدد من أنواع الصقور المكاثرة في الأسر، يقول إنّ «عدد المُكاثرين الإماراتيين للصقور في تصاعد، وكذلك كمية الإنتاج في تزايد عاماً بعد عام، وهذا عائد إلى دعم أصحاب السمو الشيوخ، للحفاظ على هذا الركن المهم من التراث الإماراتي، خصوصاً من خلال معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي يُمثّل منصّة عرض مهمة للمنتجين الإماراتيين للصقور للترويج لإنتاجهم من مختلف أنواع الصقور المكاثرة في الأسر، خصوصاً أنّ موعد إقامته تتزامن مع بدء موسم المقناص من جهة، وانطلاق موسم مُسابقات وبطولات الصيد بالصقور من جهة أخرى».
أما عبيد سعيد عبدالله، من شركة المقناص للوازم الخيام والرحلات بالمعرض، فيقول: «مُشاركتنا كل عام في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية تُعتبر من الأحداث المهمة التي تنتظرها الشركة على مدار العام، لما للمشاركة من فوائد عديدة، من بينها إنعاش حركة البيع للمنتجات التي تعرضها الشركة، وكذلك تعريف الزوار على المنتجات الجديدة لنا، بالإضافة إلى استقطاب زبائن ومتعاملين جدد كل عام من زوار المعرض، والذين أصبحوا زبائن دائمين للشركة طوال العام، ويقصدون جناحها في المعرض للتعرف إلى كل ما هو جديد في عالم لوازم الرحلات والتخييم والصقارة».
تبادل الخبرات
من جهته، أكد محمد الكمدة، من شركة «الكمدة للصقور»، أنّ المشاركة في مثل هذه المحافل العالمية تُتيح لنا الفرصة للاطلاع على منتجات الشركات والبلدان الأخرى وتبادل الخبرات معهم، الأمر الذي يساعد على تقييم منتجاتنا، وبالتالي العمل على تطويرها والارتقاء بها وفقاً لأحدث الممارسات والأساليب العلمية. وأنا كمنتج إماراتي للصقور أحرص في المقدمة على جودة الإنتاج. والمشاركة في المعرض تأتي كي يثبت أبناء الإمارات وجودهم وتميزهم في هذا المضمار، وفي الوقت ذاته الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الحدث الذي يستقطب أعداداً كبيرة من الجمهور، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالامتنان لهذا التقدير والثناء الذي يلقاه من قبل زوار المعرض.
ومن شركة «جير فالكون» لبيع معدات الصقور، يؤكد محمد طه الحمادة، أنّ معرض أبوظبي للصيد مناسبة سنوية مهمة، يحرص الكثير من العاملين في مجال الصقارة على المشاركة فيها، ومن ثم تأتي مشاركتهم على الدوام متميزة.
عرس سنوي
ومن جمهور المعرض الذي يترقب زيارته سنوياً، يقول مطر حمد الكتبي، إن الحدث يعتبر عُرساً سنوياً نحتفي من خلاله بتراثنا وعاداتنا، ومنها الصقارة التي يتعلق بها غالبية الشعب الإماراتي، سواء من حيث تدريب الصقر أو تربيته أو الصيد به، مُشيراً إلى تطوّر الاهتمام بالصقور من مرحلة إلى أخرى حتى وصلنا إلى التميز في إنتاجها، حيث بدأت بعض السلالات الجديدة تدخل بقوة في عالم الصقور، مثل «جير فالكون».
وبيّن الكتبي أنّ الصقر عنصر يشترك في محبته الكثيرون داخل البيت الإماراتي الواحد، ولذلك نجد أن كثيراً من الآباء يصطحبون أبناءهم ويحرصون على زيارة معرض أبوظبي للصيد ليتعرفوا أكثر إلى عالم الصقور وأنواعها وأساليب تدريبها وغيرها من المعلومات التي ينبغي للأجيال الجديدة معرفتها جيداً، وهو ما يُتيحه معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عبر طرح هذه الأعداد الكبيرة من الصقور من كل الأنواع، وكذلك الأساليب العلمية في تدريبها والتعامل معها، ما يجعل من زيارة المعرض وجبة معرفية متكاملة عن عالم الصقور يحرص على الإفادة منها الجمهور من مختلف شرائحه العمرية.
جاذبية خاصة
فهد الفلاحي، أكد من ناحيته أن عالم الصقور له جاذبية خاصة لدى أبناء الإمارات في ظل الدعم اللامحدود من قبل قيادتنا الرشيدة للحفاظ على هذا الموروث من خلال أشكال متنوعة، ومنها رصد الجوائز وإقامة السباقات المختلفة مثل التلواح بمختلف تطوّراته، المزاينة، هدد الحمام، وغيرها من مسابقات الصقارة، وكذلك المزادات التي تعكس مدى شغف الشعب الإماراتي بعالم الصقور.
ولفت الفلاحي إلى أن المعرض يُسهّل على الجميع الحصول على مُبتغاه من أنواع وأدوات ولوازم الصقور عبر تجميع كبريات الشركات والمزارع العاملة في هذا المجال في حدث عالمي بهذا الحجم، ووفق أرقى درجات التنظيم وسبل الراحة لكل من العارضين والزوار، وفي هذا توفير لوقت وجهد الكثيرين ممّن يبحثون عن متعلقات خاصة برياضات الصقور لا تُباع غالباً إلا في أماكن معينة تستغرق وقتاً في الذهاب والإياب. غير أن المعرض وفّر كل ذلك لأصحاب الصقور، وكذلك لسيارات السفاري ومستلزمات البر، وغيرها من الأمور التي يحرص عليها أبناء الإمارات، فيمكن خلال جولة واحدة بالمعرض أن يجد الزائر كل احتياجاته المتعلقة بالصقور أو غيرها من الرياضات الأصيلة.
رفقة الأبناء في أجنحة الصقور
تُعد الصقور جزءاً رئيساً في المعرض، ورغم أهمية مكوناته الأخرى من فروسية وإبل وأنشطة تراثية مختلفة، حسب عبدالله الحمادي، غير أنه يحرص على قضاء أوقات أطول بمعية أبنائه داخل أجنحة الصقور ومطالعة أنواعها المختلفة، مثل الحر والشاهين والجير الذي يتميز بكبر حجمه قياساً إلى سابقيه. مضيفاً أن زيارة الصغار تكسبهم معلومات أكثر عن الصقور وموسم صيدها الذي يستمر من سبتمبر وحتى يناير من كل عام. وكذلك معرفة أفضل الأنواع، وكيفية العناية بالصقور حتى تكون مدربة بكفاءة على المشاركة في المسابقات وحصد الجوائز المختلفة.
• منصّة مهمة للمُنتجين الإماراتيين للترويج للصقور المكاثرة في الأسر.
• الصقر عنصر يشترك في محبته الكثيرون داخل البيت الإماراتي الواحد.. ورياضة الصيد بالصقور موهبة متوارثة يحرص الآباء على نقلها للأبناء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
التعليقات