التخطي إلى المحتوى

تعهدت حركة طالبان، الثلاثاء، بمقاومة أي تهديد لاستقلال أفغانستان، خلال إحياء الذكرى الثانية لتوليها السلطة و”استعادة” البلاد.

وذكرت السلطات في بيان أن “استعادة كابل أثبتت مرة أخرى أن لا أحد يستطيع السيطرة على الأمة الأفغانية الأبية وضمان بقائه في هذا البلد”، مضيفة أنه “لن يُسمح لأي محتلّ بتهديد استقلال وحرية أفغانستان”، حسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

ولم تعترف أي دولة رسميا بطالبان منذ عودة الحركة المتشددة إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021، عندما انسحبت القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة بعد صراع استمر 20 عاما، وفق وكالة “رويترز”.

ويطلب معظم قادة طالبان إذنا من الأمم المتحدة للسفر إلى الخارج، وأصيب القطاع المصرفي في أفغانستان بالشلل بسبب العقوبات منذ عودة إدارة طالبان إلى السلطة والتي تطلق على نفسها اسم “إمارة أفغانستان الإسلامية”.

تحت حكم طالبان

تحت حكم طالبان أُخرجت النساء من غالبية الوظائف في الحكومة وفي منظمات غير حكومية، والشهر الماضي أغلقت صالونات التجميل، مصدر الدخل الآخر الرئيسي للنساء المضطرات لكسب لقمة العيش، حسب “فرانس برس”.

واستبعد نظام التعليم في ظل حكم طالبان معظم الفتيات اللاتي تتجاوز أعمارهن 12 عاما من الدراسة، وبالنسبة للعديد من الحكومات الغربية فإن هذا المنع يشكل عقبة رئيسية لأي أمل بالاعتراف رسميا بحكومة طالبان.

وحتى الصحافة، التي ازدهرت على مدى عقدين من تولي الحكومات المدعومة من الغرب للسلطة، تعرضت للقمع إلى حد كبير، وفق “رويترز”.

كما أثار القبض على عاملين في مجال الإعلام وناشطين في المجتمع المدني، من بينهم الناشط المعروف في مجال التعليم، مطيع الله ويسا، قلق الجماعات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.

ولم تعلق طالبان بالتفصيل على تلك القضايا، لكنها تقول إن أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات تحقق في أنشطة تعتبرها مثيرة للريبة بحثا عن إيضاحات.

واقتصاد أفغانستان المنهك بسبب عقود من الحرب، تعرض لأزمة بعد وقف مساعدات دولية بمليارات الدولارات عقب استيلاء طالبان على الحكم.

وعلى الجانب الإيجابي، قال الممثل الخاص للأمم المتحدة إن الفساد انحسر بعدما تضخم على مدى أعوام من تدفق أموال المساعدات الغربية بعد الإطاحة بطالبان في 2001.

كما توجد مؤشرات أيضا على أن حظر طالبان لزراعة المخدرات أدى لانخفاض إنتاج الخشخاش على نحو ملحوظ في بلد ظل لأعوام أكبر مصدر في العالم للأفيون، حسبما ذكرت “رويترز”.

وتأمل طالبان في أن يساهم هذا التقدم في تحقيق الاعتراف الأجنبي بها ورفع العقوبات والإفراج عن نحو سبعة مليارات دولار من أرصدة وأصول البنك المركزي الأفغاني المجمدة في بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك منذ 2021 بعد عودة طالبان للسلطة وتم تحويل نصفها في وقت لاحق إلى صندوق ائتمان سويسري.

وانهار الإنتاج الاقتصادي وغرق قرابة 85 في المئة من السكان في براثن الفقر، واجتاح الجراد والجفاف الكثير من المحاصيل، وفق برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

وأدى تراجع مساعدات التنمية إلى انخفاض فرص العمل وانكماش الناتج المحلي الإجمالي، حيث تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ثلثي عدد السكان في حاجة ماسة لمساعدات إنسانية.