رصدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية 3 مشاهد عكرت صفو القطريين في ليلة انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022، وهو الحدث الذي كانت الدوحة تنظره بفارق الصبر منذ 12 عاما.
وبعد حفل الافتتاح الذي وصفته الصحيفة بـ “الفخم” بمشاركة الممثل الأميركي، مورغان فريمان، فإن هذه المشاهد الثلاثة قللت من جماليات تدشين كأس العالم للدولة المضيفة التي تتطلع لإبهار العالم.
“نريد البيرة”
في الليلة التي انتظرتها قطر منذ عام 2010، افتتحت كأس العالم بخسارة المنتخب الوطني القطري أول مباراة مونديالية في تاريخه بنتيجة 2-0 أمام الإكوادور داخل استاد البيت المبني على طراز الخيمة البدوية.
بالنسبة للمونديال القطري الذي ارتبط بالجدل لأكثر من عقد من الزمان، لم تكن ليلة الافتتاح هي التي يتصورها المنظمون، إذ لم يخسر أي مضيف أول مباراة له منذ أن بدأت الدول المضيفة في لعب المباراة الافتتاحية للبطولة عام 2006.
على الرغم من الاستعدادات الفنية المكثفة التي استمرت لأشهر بقيادة المدرب الإسباني، فيليكس سانشيز، الذي أشرف على تدريب اللاعبين منذ أن كانوا صغارا، كان الفريق المضيف بطيئا وأكثر توترا من الإكوادور منذ صافرة البداية.
وبحلول الدقيقة 16، تقدم الضيوف بعد أن سجل، إينير فالنسيا، ركلة جزاء إثر خطأ من الحارس سعد الشيب. وبعد 15 دقيقة، ضاعف فالنسيا نفسه النتيجة بضربة رأس رائعة، حيث احتفلت مجموعة كبيرة من مشجعي فريق الإكوادور الذين يرتدون ملابس صفراء بالإسبانية وهم يهتفون “نريد البيرة”.
أنهت قطر المباراة دون أن تسدد تسديدة واحدة على المرمى.
خروج الجماهير القطرية
وتوتر المزاج العام بشكل أكبر مع استمرار الأمسية حيث غادر عدة آلاف من المشجعين مع تأخر قطر بالنتيجة في الشوط الأول.
يظهر في الشوط الثاني من المباراة مساحات كبيرة من المقاعد الفارغة على الرغم من الحضور المعلن لـ 67372 عند انطلاق اللقاء.
ونشرت وكالات الأنباء العالمية صورا لمقاعد فارغة أثناء سير الشوط الثاني من المباراة، وهي ظاهرة غير اعتيادية بالنسبة لبطولات كأس العالم التي تتهافت الجماهير للحصول على مقاعد في مدرجات ملاعب البطولة المونديالية.
فوضى في منطقة المشجعين
وسط العاصمة الدوحة، توافدت مجموعات ضخمة من الجماهير على أكبر منطقة للمشجعين في المدينة ليتم إبلاغهم بأنها كانت ممتلئة بالكامل مما أجبر الأمن على إبعاد الحشود في “مشهد فوضوي”.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن عشرات الآلاف من المشجعين دفعوا خطوط الشرطة لدخول منطقة المشجعين الرئيسية في الدوحة التي تتسع لقرابة 40 ألف متفرج ويقدم فيها البيرة.
ووقفت شرطة مكافحة الشغب المسلحة بالهراوات والدروع حراسة عند المدخل. وناشد بعض المشجعين الضباط للسماح لهم بالمرور.
“إنها مخاطرة كبيرة”، هكذا قال حاتم البري، وهو عراقي يعمل في دبي واصفها المشهد العام بمنطقة المشجعين بعد أن حاول الدخول؛ لأن عائلته كانت في الداخل.
وأضاف: “يمكن للناس أن يموتوا. كبار السن والنساء، لا يمكنهم التعامل مع حشود كهذه”.
كان المشجعون يحاولون الدخول إلى المنطقة المغلقة التي تحتوي على شاشة عملاقة لمشاهدة المباريات وأماكن لشراء البيرة وغير ذلك الكثير.
وبحسب الصحيفة، فإن المشهد في الدوحة كان بمثابة تذكير بأن قطر لا تزال تبحث في كيفية استضافة حدث ضخم بهذا الحجم – كأس العالم هو فعالية مختلفة تماما عن الألعاب الآسيوية التي استضافتها الدوحة عام 2006.
وقالت “وول ستريت جورنال” إن رحيل المشجعين في نهاية الشوط الأول والارتباك بمنطقة الجماهير والخسارة 2-0 أمام الإكوادور، أفسدت ليلة افتتاح الدولة المضيفة لكأس العالم.
وأشارت إلى أنه لا يمكن الاستعداد لاستقبال أكثر من مليون زائر في بلد لا يزيد عدد سكانه عن 205 مليون نسمة.
التعليقات