البلدة اللبنانية المتحدر منها والدا طاعن الكاتب البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي، يوم الجمعة الماضي بنيويورك، وهو الأميركي اللبناني الأصل هادي مطر، تشبه حسابات كانت له بوسائل التواصل ولم يعد لها وجود، فهي مكتظة بصور القادة الإيرانيين. إنها “يارون” البعيدة في الجنوب اللبناني 126 كيلومترا عن بيروت، والقريبة عشرات الأمتار فقط من الحدود مع إسرائيل.
يارون المرتفعة 800 متر عن سطح البحر، والموصوفة بهادئة ذات مناظر جبلية جميلة، هي إحدى بلدات قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، وتقع في منطقة يسيطر عليها حزب الله، ومنها هاجر والدا هادي مطر الذي أبصر النور قبل 24 سنة بولاية كاليفورنيا الأميركية، وإليها عاد والده حسن بعد طلاقه في 2004 من زوجته سيلفانا فردوس التي انتقلت فيما بعد من كاليفورنيا إلى ولاية نيوجيرسي، ومعها انتقل ابنها هادي وأختاه اللتان ولدتا توأمين قبل 14 عاما.
ولم ترق لرئيس بلديتها، علي تحفة، زيارة قام بها وفد من صحيفة “التايمز” البريطانية، للحصول منها على معلومات حول عائلة مطر، فرفض استقبال الوفد، وقال إن: “من الأفضل أن يغادروا” البلدة، حيث يقيم والد هادي مطر، ويرفض الكلام، لذلك خرجت الصحيفة من البلدة بالذي عثرت عليه فيها، وهي صور منتشرة فيها، تدل على ولائها لحزب الله وإيران بوضوح.
صور الولاء لحزب الله وإيران
حاليا، تصطف على مداخل البلدة فيلات كبيرة (للبنانيين مهاجرين) في معظمها حدائق مصممة على الطراز القاري، بحسب ما تلخص “العربية.نت” تقرير “التايمز” المنشور أمس الثلاثاء في موقعها، وفيه أن الملفت أكثر هي علامات الولاء السياسي للبلدة، والتي تعبر عنها صور منتشرة فيها، التقطها وفد الصحيفة ونشر المهم منها في تقريره.
عند مدخل “يارون” ملصق كبير لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، فيما يطل مبنى كبير على ساحتها، وعليه المزيد من الصور الدالة على ولائها، منها واحدة للراحل آية الله الخميني، وثانية لخليفته علي خامنئي، وثالثة لمؤسس حزب الله عباس الموسوي، القتيل في 1992 بصاروخ إسرائيلي، كما وصورة لقاسم سليماني، قائد الحرس الثوري، القتيل بدوره في غارة جوية شنتها عليه “درون” أميركية مسيّرة في يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي.
وتطل على ساحتها صور تعبر عن ولائها، منها لقادة إيرانيين راحلين وحاليين
وفي البلدة صور لشخصيات أخرى ظاهرة بشكل بارز في بعض أنحائها، منها واحدة لعماد مغنية، القائد العسكري السابق بحزب الله، والقتيل بتفجير غريب استهدف سيارته في 2008 بدمشق. كما توجد صورة يظهر فيها “أبو مهدي المهندس” زعيم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، والقتيل في 2020 بالضربة الأميركية ضد قاسم سليماني.
ملصقات عن “شهداء” شباب
لكن، ربما الأهم إذا تم التأكد من قيام هادي مطر بزيارة القرية بعد عودة والده إليها في السنوات القليلة الماضية وإقامته فيها “هي الملصقات عن “شهداء” شباب قدمتهم “يارون” لقضية حزب الله، خصوصا في الحرب الأخيرة بسوريا” وفق تعبير الصحيفة التي أنهت تقريرها باستنتاج خاص.
قالت في الاستنتاج، إنه حتى لو لم يكن الطعن الذي استهدف سلمان رشدي تم بتوجيه من إيران “فقد كانت هناك تقارير في الإعلام الأميركي تفيد بأن هادي مطر كان على اتصال مع شخصيات من الحرس الثوري الإيراني” وهو ما وردت تفاصيله في تقرير نشرته “العربية.نت” يوم الاثنين الماضي، وقالت فيه إن اتصالاته مع تلك الشخصيات تمت عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
هادي مطر في صورتين، وواحدة لسلمان رشدي وسط ابنيه ظفار وميلان
كما ورد في تقرير الاثنين الماضي ما قاله مسؤول أوروبي في مكافحة الإرهاب، من أن طعن هادي مطر لسلمان رشدي كانت له كل خصائص “الهجوم الموجّه”، ما يعني أن جهاز استخبارات دعا أنصاره للقيام به من دون دعم مباشر أو تدخل من الجهاز في العملية.
التعليقات