التخطي إلى المحتوى


07:09 م


الثلاثاء 04 أكتوبر 2022

بني سويف – حمدي سليمان:

ما يبدو وكأنه فيلم درامي أراد صانعه نهاية مؤثرة، وقعت أحداثه بالفعل في مدينة الفشن جنوبي محافظة بني سويف، حينما لم القدر شمل أسرة، فقدت ابنتها قبل 45 عامًا.

كانت “رضا” ابنة 5 أعوام، تلهو إلى جوار والدتها بائعة الخضار، التي اختارت موقعًا لعملها البسيط إلى جوار شريط السكة الحديد، حين انطلق قطار أرادت الصغيرة اكتشاف تفاصيله، فغيبها لسنوات.

قطار دخلته “رضا” صدفة فشق بها نهر غربة، حال دونها وأبيها، الذي مات حزنًا بعد عام من البحث، معتقدًا في غرقها بمياه إحدى الترع.

هناك على الجانب الآخر، كانت “رضا” تكبر بعيدًا عن كنف عائلتها، كما محطات القطار تتحول حياتها بين المحافظات؛ فـ 9 سنوات عانتها في المنيا بين أفراد عائلة أهملتها بعد رحيل أب عطف عليها، وسنوات طوال أخرى قضتها في الأقصر آمنة في حضن أسرة طيبة احتوتها، حتى كبرت وتزوجت وأنجبت من الأبناء 5.

لم تُنسيها حياتها الجديدة أن لها جذر ما استطاعت إلا أن تحن إليه، وقد ظلت “رضا” تبحث عن طرف خيط يقودها إلى أمها وأبيها، حتى قادها منشور كتبته عبر موقع التواصل “فيسبوك”، إلى من بقى من العائلة.

تغيرت الملامح كلها وزاد اختلافها مرور السنون، إلا أن الشكل وإن تبدل فقلب الأم قادر على التمييز، وقلب الحاجة تحية عويس ما شك يومًا بأن “الغايب مسيره يعود”.