أوقف الجيش اللبناني 134 مهاجرا معظمهم سوريون، لمحاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا على نحو غير نظامي. كما أعلن الجيش توقيف المهرب، وهو مواطن لبناني.
أعلن الجيش اللبناني في بيان، يوم السبت 12 آب/أغسطس، عن إيقاف” 130 سوريا و4 مواطنين، في بلدة الشيخ زناد في عكار، لمحاولتهم التسلل عبر البحر بطريقة غير شرعية باتجاه إحدى الدول الأوروبية”. مضيفا أن قواته أوقفت أيضا “الرأس المدبّر للعملية المواطن (ش.س.)”. وأشار إلى مباشرة “التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.
وقال الجيش في بيان آخر، إن وحداته أوقفت، في أنحاء أخرى من محافظة عكار، “150 شخصا (…) أثناء محاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية” من سوريا.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية محلية إيقاف 400 شخص خلال ثلاثة أيام فقط “في مناطق سلعاتا والعبدة في عكار المنية شمال لبنان ودير عمار وميناء طرابلس”. ونقلت عن أحد أصحاب المراكب بأن ثمن المركب الواحد يبلغ 15 ألف دولار ويتم شرائه بـ 100 ألف دولار.
وغالبا ما تكون وجهة الزوارق قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي والواقعة قبالة السواحل اللبنانية على بُعد 175 كلم فقط.
وقبل أسبوعين، أعادت السلطات القبرصية 73 مهاجرا إلى لبنان غداة إنقاذ قارب كان يقلهم، وذلك بموجب اتفاق موقع بين البلدين وينص على أن لبنان دولة آمنة يمكن إعادة المهاجرين إليها.
لكن يعاني لبنان من أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة. وانضم لبنانيون إلى مهاجرين سوريين وفلسطينيين للقيام بمحاولات هجرة غير شرعية جراء الأوضاع التي تزداد سوءا على كل الأصعدة.
ورحلت السلطات اللبنانية أكثر من 750 سوريا إلى سوريا منذ نيسان/أبريل الماضي، حسب منظمات حقوقية، وقامت بحملات توقيف وبتشديدات أمنية ضيقت الخناق على حياة السوريين ووضعتهم تحت رعب العودة القسرية. وعمليات الإعادة هذه تعرض السوريين لخطر الاعتقال، إضافة إلى ما يعانيه السوريون من نقص في الخدمات وعودة الهجمات إلى مناطق مختلفة من البلاد. وكانت نشرت منظمات عدة تقارير توثق ارتكاب أجهزة الأمن السورية انتهاكات بحق اللاجئين العائدين، وتتضمن التعذيب والإخفاء القسري.
وتقدر السلطات وجود أكثر من مليوني سوري على أراضيها، بينما يبلغ عدد المسجلين لدى الأمم حوالي الـ800 ألف. إضافة إلى آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات منذ عقود.
وشهد لبنان مؤخرا محاولات عديدة لعبور المهاجرين البحر المتوسط بهدف الوصول إلى الشواطئ الأوروبية. في أيلول/سبتمبر 2022، تم انتشال ما لا يقل عن 100 جثة بعد غرق قارب يقل مهاجرين من لبنان قبالة الساحل السوري. وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، توفي مهاجران وتم إنقاذ حوالي 200 عندما غرق قاربهم قبالة الساحل الشمالي للبنان.