التخطي إلى المحتوى

اصدر الجيش اللبناني بيانا عن إحباط محاولة لسفر 400 شخص، معظمهم من النازحين السوريين نحو اوروبا. طبعا الجيش قام بواجباته بمنع الهجرة غير الشرعية إلى هذه القارة. ولكن هل تستأهل أوروبا أن تسدى لها مثل هذه الخدمة؟!. ولست أدري ما سبب حرص الدولة العميقة في لبنان على عدم ازعاج الدول الاوروبية، وعلى الاذعان لاملاءاتها، ولو كان ذلك ضد مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وازدهاره.

على السلطات اللبنانية أن تتحرر من “تابو” الخارج الذي يفرض عليها ما لا طاقة للبنان على احتماله. ويبدو انه لا ينفع مع أوروبا إلا الطريقة الاردوغانية: التهديد بـ”إرسال” النازحين الى الجوار الاوروبي. هذه اللغة فعلت فعلها مع القارة العجوز، فانصاعت لشروط انقره، واغدقت على النازحين في تركيا بسخاء لاتقاء غضبة ” رجب الطيب”.

لماذا لا يغض الجيش والامن العام الطرف عن الراغبين في النزوح، وثمة من يقترح حملة تبرعات لاستئجار بواخر تتوافر فيها كل مقومات السلامة والرفاهية، لوضعها في تصرف من يرغب من النازحين في التوجه إلى اوروبا والاستقرار فيها.

وفي سياق متصل، ماذا تنتظر الاحزاب المسيحية اللبنانية لتنسحب من الاتحاد العالمي للاحزاب المسيحية الديموقراطية ذات النفوذ الواسع في دول الاتحاد الاوروبي. لقد كان مفاجئا أن صوت نواب الاحزاب الديموقراطية المسيحية إلى جانب قرار الاتحاد الاوروبي بابقاء النازحين في لبنان، خلافا لايّ قاعدة او منطق. فما حاجة الاحزاب اللبنانية المسيحية إلى هكذا أحزاب. والمعروف أن الاحزاب الديموقراطية المسيحية الاوروبية كانت إلى جانب نظيراتها اللبنانية خلال حربها مع التنظيمات الفلسطينية، وساعدتها بكل الامكانات لاسقاط مخطط التوطين والوطن البديل. فما الذي حصل حتى بدلت موقفها ووقفت إلى جانب أصحاب الخطط الخبيثة التي ترمي إلى تغيير هوية لبنان الوطنية ودوره، والتوازن الوطني والديموغرافي؟! لبنان ليس في حاجة لمثل هؤلاء الاصدقاء.