التخطي إلى المحتوى

تحولت أرض مونديال قطر إلى ميدان مواجهات سياسية، حيث سبقت مباراة إيران الثانية مواجهات كلامية بين مؤيدي النظام الإيراني ومعارضيه، كما شهدت الأيام السابقة سجالات بين إسرائيليين وفلسطينيين على الأراضي القطرية.

وتصاعدت التوترات في مباراة إيران الثانية في كأس العالم، الجمعة، بعد أن أقدم مشجعون داعمون للحكومة الإيرانية على مضايقة آخرين متعاطفين مع المتظاهرين ضدها.

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن أمن الملاعب في قطر صادر أعلاما وقمصانا وأشياء أخرى كانت تحتوي على رموز وعبارات تدعم الحركة الاحتجاجية في الجمهورية الإسلامية.

ومنع أمن ملعب أحمد بن علي، الذي أقيمت عليه مباراة إيران وويلز، بعض المشجعين من إدخال العلم الإيراني الذي كان معتمدا قبل الثورة الإسلامية.

وكذلك أقدم مشجعون موالون للحكومة الإيرانية على انتزاع الأعلام القديمة من أيدي المشجعين الآخرين، ووجهوا الشتائم لأولئك الذين يرتدون قمصانا تحمل شعار الحركة الاحتجاجية “المرأة حياة حرية”.

قبل صافرة بداية المباراة ردد اللاعبون الإيرانيون نشيدهم بلادهم الوطني على عكس ما حدث في المباراة الأولى ضد إنكلترا، حيث بكى بعض المشجعين في الملعب فيما أطلق آخرون صافرات الاستهجان.

بعد انتهاء المباراة، التي انتهت بفوز قاتل لمنتخب إيران (2-0) اندلعت مواجهات جانبية بين المشجعين خارج الملعب، حيث هتف بعضهم “المرأة حياة حرية” وعلت أصوات آخرين بالهتاف للجمهورية الإسلامية.

وتشير الوكالة إلى أن مجموعات صغيرة من الرجال حاصرت ثلاث نساء كن يجرين مقابلات حول الاحتجاجات لوسائل إعلام أجنبية خارج الاستاد وهم يهتفون بغضب “جمهورية إيران الإسلامية” مما أدى إلى تعطيل البث.

وبدت العديد من المشجعات الإيرانيات في حالة من الصدمة عندما صرخ أنصار الحكومة الإيرانية في وجههن بالفارسية وقاموا بتصويرهن عن قرب بواسطة هواتفهم المحمولة.

بدأت امرأة تبلغ من العمر 35 عاما تدعى مريم، والتي رفضت مثل غيرها من المشجعين الإيرانيين الإفصاح عن اسمها الكامل خوفا من انتقام الحكومة، في البكاء بينما حاصرها رجال وهم يصرخون وينفخون في الأبواق وقاموا بتصوير وجهها. 

كانت مريم تحمل عبارة “المرأة حياة حرية” مرسومة على وجهها. قالت مريم، التي تعيش في لندن ولكنها في الأصل من طهران، “أنا لست هنا للقتال مع أي شخص، لكن الناس كانوا يهاجمونني ويصفونني بالإرهابية.. كل ما أريد قوله هو أن كرة القدم لا تهم إذا قتل الناس في الشوارع”.

ارتدت مريم وصديقاتها قبعات مكتوب عليها اسم لاعب كرة القدم الإيرانية الشهير فوريا غفوري الذي انتقد السلطات الإيرانية واعتقل يوم الخميس بتهمة نشر دعاية ضد الحكومة. وقالت إن أنصار الحكومة الإيرانية نزعوا القبعات عن رؤوسهن بالقوة.

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني 

وخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لقطريين وعرب آخرين يواجهون بغضب مراسلين إسرائيليين كانوا يبثون على الهواء مباشرة، وكذلك دفعهم وإهانتهم والاعتداء عليهم، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرنوت”.

وتقول الصحيفة إن ما جرى يسلط الضوء على عمق الصراع السياسي بين الجانبين على الرغم من عدم مشاركة منتخبيهما في البطولة.

وتضيف أن الكثيرين تداولوا لقطات مصورة تظهر امتناع مواطن قطري من أجراء مقابلة مع صحفي إسرائيلي بمجرد أن علم بجنسية القناة إلى جانب مقاطع أخرى لفلسطينيين وقطريين يواجهون بغضب مراسلين إسرائيليين على الهواء مباشرة.

وبينت أنهم اعتبروا ما جرى دليلا على عدم رغبة قطر في التقارب مع إسرائيل، على الرغم من سماحها للإسرائيليين بالسفر مباشرة إلى الدوحة وتلقي الدعم القنصلي لأول مرة في التاريخ من أجل حضور مباريات كأس العالم.