التخطي إلى المحتوى

في ما يبدو أن اقتحامات المصارف ستستمر في لبنان مع رفض البنوك حتى الآن منح المودعين أموالهم، سجلت الساعات الماضية أغرب تلك الحوادث على الإطلاق.

فقد أقدم ولأول مرة دبلوماسي على الاعتصام داخل أحد البنوك في منطقة الحازمية قرب بيروت، بطريقة سلمية، لساعات طويلة أمس الثلاثاء، قبل أن يتوصل إلى تسوية مع المصرف، الذي وعده بتنفيذ مطلبه، ألا وهو رفع سقف السحوبات المتاح له شهرياً من “500” دولار أميركي إلى ألف.

“إنها أموالنا”

فيما أكد القنصل الفخري لإيرلندا في لبنان جورج سيام في تصريحات تلفزيونية بعد خروجه من بنك “انتركونتينانتيل” أن الأخير تعهد له بالاستمرار بإعطائه هذا المبلغ شهرياً.

بدورها، قالت غولدا، زوجة سيام الذي كان سفيرا سابقا للبنان في قطر وتركيا والبرازيل، في تصريح لشبكة سي أن أن “إنها أموالنا لكننا نتوسل للحصول عليها!!” مضيفة أن زوجها كان أعزل ومسالماً.

يشار إلى أن هذا الاعتصام كان من بين 4 اقتحامات شهدتها المصارف في مناطق مختلفة بالبلاد أمس.

أزمة من بين الأسوأ في العالم

وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيوداً مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئاً فشيئاً، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصاً تلك المودعة بالدولار الأميركي أو تحويلها إلى الخارج.

في حين شهدت قاعات الانتظار في البنوك منذ بدء الأزمة المالية إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

وتُعتبر الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان الأسوأ في تاريخه، لاسيما أن أكثر من ثمانين في المئة من السكان باتوا تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المئة.

فيما خسرت الليرة نحو 95 في المئة من قيمتها، على وقع الأزمة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.