أكدت إيران إمكانية استئناف الاتفاق النووي شريطة تحلي الولايات المتحدة بالواقعية والمرونة.
وكانت طهران ردت الاثنين على مسودة قال الاتحاد الأوروبي إنها نهائية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى. و قدم وسطاء الاتحاد الأوروبي المسودة إلى المفاوضين الإيرانيين في الجولة الأخيرة من محادثات فيينا يوم 8 أغسطس/آب الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” أن “إيران قدمت ردا خطيا على مسودة نص اتفاقية فيينا وأعلنت أن إبرام الاتفاق سيتم إذا ردت الولايات المتحدة بواقعية ومرونة”.
وقال مصدر مطلع لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن إيران تتوقع ردا غدا.
وقال الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إنه “يدرس” رد إيران على مسودة الاتفاق المقترح.
وقال المتحدث باسم جوزيب بوريل، مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي نسق المحادثات لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق 2015، إن الاتحاد تلقى الرد الإيراني في وقت متأخر من الاثنين. وأضاف “ندرس الرد ونتشاور بشأنه مع المشاركين الآخرين في خطة العمل المشتركة الشاملة (اتفاق 2015) والولايات المتحدة بشأن المضي قدما”.
ورفضت متحدثة باسم الاتحاد الحديث عن إطار زمني لأي رد فعل من جانب الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المفاوضات في فيينا.
ماذا قالت إيران في ردها؟
أفادت تقارير بأن إيران أثارت في ردها قضايا جاءت في المقترح الأوروبي، لكنها “قدمت أفكارا ومبادرات” لمعالجتها. وقال إن الولايات المتحدة وافقت على مطلبين لإيران في محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.ولم يخض في التفاصيل، لكن مراقبين يعتقدون أن إحدى القضايا تتعلق بتحقيق أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع قديمة، وغير معلنة في إيران.
وتقول الوكالة إن إيران لم تكن متعاونة وتريد أن يغفل التحقيق بقية الأمور. وتقول مصادر غربية إن رد طهران لم يذكر مسألة ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يشير إلى أن مخاوف إيران ربما تمت معالجتها بشكل ما. أما النقطة الشائكة الأخرى، فتتعلق بضمانات للحفاظ على الاتفاق، بحسب وزير الخارجية الإيراني، الذي قال إن الولايات المتحدة لم تعلق عليها. وقالت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي، الثلاثاء إن مسودة الاتحاد الأوروبي “تفتقر إلى إجابات شفافة” على القضايا التي تثيرها إيران. وقالت وكالة إيرنا إنه “يمكن التوصل إلى اتفاق إذا كانت أمريكا براغماتية ومرنة”.
وتجري مجموعة خمسة زائد واحد (وهي روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) حاليا مفاوضات مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكله الأصلي منذ أبريل/نيسان من العام الماضي في فيينا.
وأدت الآمال في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي يرفع العقوبات الأمريكية عن نفط إيران، التي تنتج 2.5 مليون برميل يوميا، إلى انخفاض في الأسعار في الأسواق العالمية، إذ انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بنحو ثلاثة في المئة لتغلق دون 90 دولارا للبرميل.
وقالت إيرنا الجمعة إن إيران قد تقبل النص “النهائي” الذي وضعه الاتحاد الاوروبي لإنقاذ الاتفاق الذي يهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
وكان الاتفاق في حالة احتضار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعادت إدارته فرض عقوبات شديدة على طهران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الاثنين إن واشنطن أبلغت بوريل بآرائها.
وقال دبلوماسي إيراني لم يذكر اسمه، بحسب إيرنا، إن “مقترحات الاتحاد الأوروبي مقبولة بشرط أن تقدم تأكيدات لإيران في مختلف النقاط المتعلقة بالعقوبات والضمانات”، وكذلك القضايا العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستأنفت بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا وكذلك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر المحادثات بشأن الاتفاق النووي في وقت سابق في أغسطس/ آب الماضي بعد توقف دام شهورا.
وكانت المفاوضات التي ينسقها الاتحاد الأوروبي قد بدأت في أبريل/نيسان 2021 ثم وصلت إلى طريق مسدود في مارس/آذار الماضي 2022.
وقال الاتحاد الأوروبي الثلاثاء الماضي إنه يتوقع أن ترد طهران وواشنطن “بسرعة كبيرة” على النص “النهائي”.
وكانت واشنطن قد قالت إنها مستعدة لإبرام اتفاق بسرعة لاستعادة اتفاق 2015 على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسيون ومسؤولون لوكالة رويترز للأنباء إنه سواء قبلت طهران وواشنطن العرض “النهائي” من الاتحاد الأوروبي أم لا، فمن غير المرجح أن يعلن أي منهما موت الاتفاق لأن إبقاءه على قيد الحياة يخدم مصالح الطرفين. وهناك مخاطر كبيرة، إذ إن الفشل في المفاوضات النووية من شأنه أن يحمل خطر اندلاع حرب إقليمية جديدة مع تهديد إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في منع طهران من تطوير قدرات أسلحة نووية. وحذرت إيران، التي تنفي منذ فترة طويلة وجود مثل هذا الطموح برد “ساحق” على أي هجوم إسرائيلي.
التعليقات