التخطي إلى المحتوى

حققت القوات الأوكرانية أكبر تقدم لها في جنوب البلاد منذ بدء الحرب، مع تدفقها عبر الخطوط الروسية، الاثنين، بسرعة على طول نهر دنيبرو، مما يهدد خطوط الإمداد لآلاف من القوات الروسية.

ولم تقدم كييف الكثير من المعلومات عن المكاسب التي حققتها، لكن مصادر روسية اعترفت بأن هجوم الدبابات الأوكرانية حققا تقدما لمسافة عشرات الكيلومترات على طول الضفة الغربية للنهر، واستعادت كييف عددا من القرى على طول الطريق.

ويعكس هذا التقدم النجاحات الأوكرانية الأخيرة في الشرق والتي قلبت دفة الحرب ضد روسيا، حتى عندما حاولت موسكو زيادة المخاطر بضم أراض وإصدار أمر بالتعبئة والتهديد باستخدام أسلحة نووية.

جنود أوكرانيون في دونيتسك

وصرح فلاديمير سالدو القائد الذي عينته روسيا في الأجزاء المحتلة من مقاطعة خيرسون بأوكرانيا، للتلفزيون الروسي الرسمي بأن “المعلومات تثير التوتر، دعونا نصغها على هذا النحو، لأن هناك نجاحات حدثت بالفعل”.

وأضاف أن “هناك مستوطنة تسمى دودتشاني، على طول نهر دنيبرو مباشرة، وهناك في تلك المنطقة، حدث تقدم. هناك مستوطنات تحتلها القوات الأوكرانية”، وفقا لرويترز.

وتقع دودتشاني على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الموقع الذي كان يمثل خط المواجهة قبل هذه النجاحات، مما يشير إلى أسرع تقدم في الحرب حتى الآن في الجنوب، حيث كانت تتحصن القوات الروسية في مواقع جرى تعزيزها بشكل كبير على طول خط أمامي ثابت بشكل أساسي منذ الأسابيع الأولى من الغزو.

وفي وقت لم تقدم فيه كييف بعد تفاصيل عن التطورات، نشر مسؤولون عسكريون ومحليون بعض التفاصيل.

ورفع جنود من لواء الهجوم الجبلي 128 العلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر في قرية ميروليوبيفكا الواقعة بين الجبهة السابقة ودنيبرو، وفقا لمقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع.

ونشر أنطون جيراشينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، صورة لجنود أوكرانيين يقفون مع علم يلف تمثالا ذهبيا لملاك في قرية قال إنها ميخايليفكا، على ضفة النهر على بعد حوالي 20 كيلومترا من الجبهة السابقة.

وأعلن سيرهي كلان، عضو المجلس المحلي في خيرسون أيضا استعادة قرى أوسوكوريفكا وميخايليفكا وخريشينكفكا وزولوتو بالكا.

وقال “هذا يعني أن قواتنا المسلحة تتحرك بقوة على طول ضفاف نهر دنيبرو بالقرب من بيريسلاف.

رسميا، لم تصدر معلومات بهذا الشأن حتى الآن، لكن صفحات التواصل الاجتماعي (الروسية) التي أصابها الذعر… تؤكد هذه الصور تماما”.

ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من مكان التقاط صور رفع العلم.

“أساليب ناجحة”

وتقول رويترز إن التقدم في الجنوب يعكس صورة للأساليب التي عادت على كييف بمكاسب كبيرة منذ بداية سبتمبر أيلول في شرق أوكرانيا، حيث استولت قواتها بسرعة على الأراضي لتسيطر على خطوط الإمداد الروسية، مما أدى إلى عزل القوات الروسية الأكثر عددا وإجبارها على التراجع.

وبعد ساعات فقط من حفل موسيقي في الميدان الأحمر بموسكو الجمعة حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا ستكون أراضي روسية إلى الأبد.

واستعادت أوكرانيا السيطرة على ليمان، المعقل الروسي الرئيسي في شمال دونيتسك.

ومهد ذلك الطريق أمامها للتقدم في عمق إقليم لوغانسك، مما هدد طرق الإمداد الرئيسية إلى الأراضي التي احتلتها موسكو في بعض من أكثر المعارك دموية في يونيو حزيران ويوليو تموز.

وفي الجنوب، يستهدف تقدم أوكرانيا خطوط الإمداد لما يصل إلى 25 ألف جندي روسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.

ودمرت أوكرانيا بالفعل الجسور الرئيسية، مما أجبر القوات الروسية على استخدام معابر مؤقتة. ويمكن لأي تقدم كبير أسفل النهر أن يعزلها تماما.

وقال المحلل العسكري المقيم في كييف أوليه زدانوف “حقيقة اختراقنا للجبهة تعني أن الجيش الروسي فقد بالفعل القدرة على الهجوم، وقد يفقد اليوم أو غدا قدرته على الدفاع”.

وأضاف “شهر من العمليات تم فيه تدمير إمداداتهم وخفض القدرة القتالية لهذه المجموعة يعني أنهم يعملون بالحد الأدنى من الحصص من حيث الذخيرة والوقود والغذاء”.

وكان بوتين يرد على إخفاقات روسيا في ساحة المعركة خلال الشهر الماضي من خلال التصعيد – بإعلان ضم الأراضي المحتلة واستدعاء عشرات الآلاف من قوات الاحتياط والتهديد بالانتقام باستخدام أسلحة نووية.

لكن خسائر روسيا أدت إلى تحول في نبرة وسائل الإعلام الحكومية التي كانت تفخر بالانتصارات في السابق، إذ اعترف مقدمو البرامج الحوارية بالانتكاسات وبدأوا البحث عن كبش فداء، كما تقول رويترز.

وقال فلاديمير سولوفيوف، المقدم الأبرز في التلفزيون الرسمي “لفترة محددة من الزمن، لن تكون الأمور سهلة بالنسبة لنا. لا ينبغي أن نتوقع أخبارا جيدة في الوقت الحالي”.

وأفادت وسائل إعلام روسية اليوم الاثنين بإقالة قائد المنطقة العسكرية الغربية في روسيا، المتاخمة لأوكرانيا، في أحدث حلقة من قرارات عزل كبار المسؤولين بعد الهزائم.

وطالب رمضان قديروف، الرئيس الشيشاني الموالي لبوتين والذي يقود جيشا خاصا، بتجريد قائد القوات الروسية في شرق أوكرانيا من ميدالياته وإرساله إلى خط المواجهة.

وقال قديروف أيضا إن على روسيا استخدام أسلحة نووية. وألمح بوتين ومسؤولون آخرون بإمكانية استخدام الأسلحة النووية لحماية الأراضي الروسية بما في ذلك المقاطعات التي تم ضمها حديثا، لكنهم لم يصلوا حتى الآن إلى حد القول صراحة إنهم سيفعلون ذلك.

وردا على سؤال حول تصريحات قديروف، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “هذه لحظة عاطفية للغاية”.

وأضاف “حتى في اللحظات الصعبة، لا يزال يتعين استبعاد العواطف من أي تقييم”.

التعبئة “غارقة في الفوضى”

وتغرق الفوضى الخيار الأكبر الآخر لبوتين، وهو إعلان أول تعبئة عسكرية جماعية لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتم استدعاء عشرات الآلاف من الرجال الروس، بينما فرت أعداد مماثلة إلى الخارج. وتقول دول غربية إن موسكو تفتقر إلى الإمدادات والقوة البشرية المطلوبة لتدريب أو تجهيز المجندين الجدد.

وقال ميخائيل ديجتاريف، حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا اليوم الاثنين إن حوالي نصف من تم استدعاؤهم هناك تبين أنهم غير لائقين وأعيدوا إلى ديارهم.

وقام بفصل المفوض العسكري في المنطقة.