التخطي إلى المحتوى

أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة، الخرطوم)
 
أثبتت فرق الإمارات الإنسانية بما لا يدع مجالاً للشك قدرتها الفائقة في أن تكون الإمارات أسرع الدول استجابة لمد يد العون للدول الشقيقة والصديقة بالغيث والنجدة والمساعدة في أوقات المحن، وظهر هذا جلياً على مدار الأسابيع الماضية لما نفذته فرق هيئة «الهلال الأحمر» الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عبر الجسور الجوية لإغاثة ضحايا ومتضرري الفيضانات والسيول في دولتي السودان وباكستان، حسبما قال خبراء ومحللون سياسيون من الخرطوم وإسلام آباد لـ«الاتحاد».
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد» أن الإمارات بما تفعله تضع حجر الأساس في بناء المنظومة العالمية لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل مبادراتها الجريئة ونهجها الإنساني المتفرد الذي يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها من دون تمييز لجنس أو عرق أو دين، لافتين إلى أن الذاكرة الجماعية للمنكوبين، خاصة الأطفال منهم، ستظل محتفظة بصور طيبة لا تمحى. 
وشملت المساعدات الإغاثية الإماراتية لباكستان نحو ثلاثة آلاف طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيمٍ لإيواء المتضررين، كما قدمت الفرق الإغاثية جميع أنواع الدعم الإنساني إلى الكوادر والمؤسسات الباكستانية المعنية بجهود تأمين سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية. 
وأثنى رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر أشرفي على المجهود الذي نفذته فرق الإغاثة والمساعدات الإماراتية لسرعتها وقدرتها الفائقة في نجدة الشعب الباكستاني في محنته، لافتاً إلى أن الإمارات دعمت الشعب الباكستاني بكافة السبل منذ اليوم الأول الذي تعرضت فيه للسيول والفيضانات التي تسببت في أضرار كبيرة، مشدداً على أن علاقة المحبة والأخوة هي التي تربط بين الإمارات وباكستان.
وشدد أشرفي على أن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وشعب الإمارات يؤكد علاقة المحبة بين الشعبين، مشيراً إلى أن هذه الوقفة ليست الأولى لكن الدعم الإماراتي مستمر دائماً حتى في مواجهة مشكلة الاقتصاد التي تعرضت لها باكستان في فترات سابقة، بخلاف أن هناك مئات الآلاف من الباكستانيين الذين يعملون في الإمارات ومدنها.

طائرات يومية
 واتفق المحلل السياسي الباكستاني حذيفة فريد مع ما طرحه الشيخ أشرفي، مؤكداً أن الإمارات من أوائل الدول التي أعلنت دعم المتضررين في باكستان عبر عمليات الهلال الأحمر الإماراتي والقنصلية الإماراتية، لافتاً إلى أن الإمارات أعلنت عن جسر جوي لدعم المتضررين في باكستان بدأ منذ أيام ووصل منها حتى الآن ما يقرب من 6 طائرات. 
وأوضح حذيفة لـ«الاتحاد» أن طائرات إماراتية تصل يومياً إلى باكستان محملة بالإغاثات والأدوية. 

من باكستان إلى السودان   
قال المحلل السياسي السوداني والمسؤول السابق في الرئاسة السودانية أُبي عزالدين عوض، إن ما تقدمه دولة الإمارات للعالم وخصوصاً لشعوب العالم الإسلامي هو نهج متوارث من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي أرسى قواعد بناء دولة الإمارات وأرسى معها القيم والمبادئ الإنسانية. ولفت عز الدين لـ«الاتحاد» إلى أنه على الرغم من أن دولة الإمارات لا تمر بها أي أزمات وكوارث طبيعية، ولكن الإدارة العلمية أدت لتقدم الإمارات على أقرانها من الدول المعتادة على الكوارث، ولذلك كانت الاحترافية العالية للكوادر الإماراتية في العمل. وأوضح عز الدين أن تلك الأعمال الخيرية بلا شك بدعم ومتابعة القيادة  الإماراتية الرشيدة، مؤكداً أن الملفت للنظر أن حكمة القيادة، تؤدي لتقوية العلاقات بين الشعوب، وترفع من أسهم دولة الإمارات عبر تقديم المساعدات الإنسانية». جدير بالذكر أنما كان يحدث في باكستان من مساعدات كان يحدث أيضاً بالتوازي مع المساعدات الإماراتية المقدمة للخرطوم لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات هناك، بلغت 30 طناً من المواد الإيوائية المتنوعة خلال طائرة أولى تعقبها 3 طائرات أخرى تباعاً، حيث استفاد منها أكثر من 140 ألف مستفيد من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثراً من تداعيات الكارثة مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة. وتضمنت المساعدات نحو 10 آلاف خيمة و28 ألفاً من الطرود الغذائية والصحية و120 طناً من المواد الإيوائية المتنوعة بجانب مواد إغاثية عاجلة بهدف الإسهام في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء والتخفيف من الأزمة.