“هادئ”.. المتهم بطعن سلمان رشدي يدفع بأنه “غير مذنب”

دفع المشتبه به في طعن الروائي البريطاني، سلمان رشدي، السبت، بأنه غير مذنب في محاولة القتل من الدرجة الثانية والتهم الأخرى الموجهة له.

وقالت السلطات إن هادي مطر، 24 عاما، متهم بطعن رشدي – الذي أثار عمله المثير للجدل تهديدات بالقتل – في محاضرة يوم الجمعة.

كما اتهم مطر وهو من سكان نيوجيرسي، بالاعتداء من الدرجة الثانية، بقصد التسبب في إصابة جسدية بسلاح مميت. 

ودفع مطر ببراءته بحسب محامي الدفاع العام، ناثانيال بارون. 

وقال المحامي بارون إن مطر كان “متعاونًا للغاية” ويتواصل بشكل علني، لكنه لم يناقش محتوى تلك المحادثات. ورُفض الإفراج عنه بكفالة وأودع سجن مقاطعة تشوتوكوا، حيث سيمثل مجددا أمام المحكمة، الجمعة المقبل.

وفور تعرّضه لهجوم على منصّة مركز ثقافي في تشوتوكوا بشمال غرب ولاية نيويورك، نُقل رشدي بمروحية إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية طارئة استمرت لساعات.

وتضمنت إصابات رشدي ثلاث طعنات في الجانب الأيمن من مقدمة رقبته وأربع طعنات في بطنه وثقب في عينه اليمنى وثقب في صدره وتمزق في فخذه الأيمن، بحسب المدعي العام لمقاطعة تشوتوكوا، جيسون شميدت، الذي قدم تفاصيل عن الإصابات خلال محاكمة مطر.

وأضاف المدعي العام بالمقاطعة أن رشدي قد يفقد عينه اليمنى.

وقال شميدت خلال استجواب مطر إن المشتبه به وصل إلى تشوتوكوا قبل يوم واحد على الأقل من الحدث واشترى تذكرة لحضور الحدث قبل يومين.

وأضاف أن مطر سافر إلى تشوتوكوا بالحافلة وكان معه نقودا وبطاقات ائتمانية مسبقة الدفع وهوية مزورة. وتابع شميت: “كان هذا هجومًا مستهدفًا مخططًا مسبقًا وغير مبرر على السيد رشدي”.

والجمعة، وضع رشدي على جهاز التنفس الصناعي ولم يتمكن من التحدث، حسبما قال وكيله، أندرو ويلي، لصحيفة “نيويورك تايمز”. وقال ويلي إن “الأعصاب في ذراعه قطعت وتعرض كبده للطعن والتلف. الاخبار ليست جيدة”.

ورشدي البالغ من العمر 75 عاما روائي بريطاني من أصل هندي أثار جدلا كبير في العالم الإسلامي بعد روايته “آيات شيطانية” التي صدرت عام 1988 في لندن مما دفع المرشد الإيراني الأعلى السابق، روح الله الخميني، لإصدار فتوى بإهدار دمه.

وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالي لشبكة “سي إن إن” الإخبارية، السبت، إن المكتب يعمل مع السلطات المحلية والدولية في تحقيقه في الهجوم، بما في ذلك “الشركاء الدوليين في المملكة المتحدة لتوفير معلومات إضافية، لأن الضحية مواطن مزدوج الجنسية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة”.

من جهته، قال شاهد عيان لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن الهجوم وقع حوالي الساعة 10:45 صباحا أثناء تقديم رشدي. وبدا أن رجلا يرتدي قميصًا أسود “يلكم” المؤلف رشدي. 

وكان الشاهد على بعد 75 قدما من المنصة دون أن يسمع المهاجم يقول أي شيء أو يرى سلاحا.

كانت الشاهدة الأخرى، جويس لوسير، جالسة في الصف الثاني عندما رأت رجلاً يقفز عبر المنصة ويندفع نحو رشدي. وقالت إنها سمعت الناس يصرخون ويبكون ورأت أشخاصًا من الجمهور يهرعون إلى المسرح. 

وقالت الشرطة إن الموظفين وأفراد الجمهور هرعوا إلى المهاجم وأبعدوه قبل أن يقتاده أحد أفراد الشرطة.

كان مطر يتردد على صالة رياضية للملاكمة في نورث بيرغن، نيوجيرسي، حيث يقول الأعضاء إنه كان هادئا وكان في الغالب. 
تحدثت “سي إن إن” مع صاحب نادي الملاكمة التي يتدرب فيه مطر وأفاد بأن به التحق بالنادي في أبريل.

بدوره، قال روبرتو إريزاري، عضو في الصالة الرياضية ذاتها، إن مطر كان يتردد على النادي حوالي ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع وكان “هادئًا للغاية”.

وأضاف: “إنها بيئة أخوية بيئة عائلية – نحاول إشراك الجميع. لقد كان مع نفسه إلى حد كبير”.