التخطي إلى المحتوى

د. واحة عدي

تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى صدور رائحة غير مرغوب فيها من الفم، فمنها أسباب متعلقة مباشرة بصحة الفم و أسباب أخرى متعلقة بصحة الجسد العامة أو الأمراض العضوية.

نتطرق أولاً إلى الأسباب الأكثر شيوعاً وهي المتعلقة بصحة الفم، أولها والأكثر تأثيراً هو قلة الاهتمام بنظافة الأسنان أو عدم القدرة على تنظيفها بشكل كامل وصحيح، فعدم استخدام الفرشاة بشكل صحيح ومنتظم وإهمال استعمال خيط الأسنان يؤديان إلى تراكم بقايا الطعام العالقة على سطح الأسنان، والتي تتحلل مع الوقت وتتفاعل مع البكتيريا الموجودة طبيعياً في الفم، فتصدر رائحة التحلل غير المرغوب فيها. وقد يلاحظ المريض وجود طعم سيئ في فمه، كذلك تترسب المعادن الموجودة طبيعياً في اللعاب على بقايا الطعام العالقة على الأسنان في حال لم تتم إزالتها خلال ثلاثة أيام، فتتصلب وتتكون طبقة الجير القاسية.

طبقة الجير تشكل بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا، وتسبب حدوث الجيوب اللثوية التي يتراكم فيها بقايا الأكل، والتهابات في الأنسجة المحيطة بالأسنان وتراجع مستوى اللثة، كل ذلك يؤدي إلى تشكل رائحة غير مرغوب بها في الفم.

وبسبب إهمال نظافة الفم يحدث تسوس في الأسنان وتعفن في أنسجة العصب والخراجات، فتتسبب بالتالي في رائحة مزعجة.

سبب آخر متعلق بصحة الفم هو وجود تركيبات غير متناسقة بشكل كامل مع شكل السن أو وجود فراغات بينها وبين سطح الأسنان، فتتجمع بقايا الطعام في هذه الفراغات ويصعب تنظيفها فتنتج الالتهابات و صدور الرائحة السيئة. تلك التركيبات تشمل التيجان والجسور و الفينير (القشور الخزفية) أو الأسنان الصناعية (زراعة الأسنان) وأطقم الأسنان.

سبب آخر هو أضراس العقل المطمورة (ظاهرة بشكل جزئي) لأنه يصعب تنظيفها و يتراكم عندها الكثير من البقايا.

لذلك ينصح بتنظيف الأسنان مرتين على الأقل واستعمال خيط الأسنان مرة واحدة يومياً، ويمكن الاستعانة بغسول الفم وفرشاة خاصة متوفرة في الصيدليات لتنظيف سطح اللسان من أي ترسبات.

إضافة إللى ذلك، تؤثر العادات الغذائية في رائحة الفم مثل تناول الثوم والبصل أو الأطعمة الغنية بالبهارات والتدخين و المشروبات الكحولية.

وللفحص الدوري للأسنان وتنظيف الأسنان عند الطبيب كل ستة أشهر دور فعال في منع تفاقم التهاب اللثة والجيوب اللثوية التي تسبب الرائحة، والاكتشاف المبكر لأية مشاكل و مسببات أخرى لرائحة الفم قد لا يدري عنها المريض.

أمراض تتسبب في حدوث الرائحة السيئة:

1. وجود التهاب أو انسداد في الجيوب الأنفية أو اللوز أو القصبات الهوائية

2. القرحة المعوية

3. مرضى السكري قد يشتكون من رائحة تشبه الفاكهة أو مزيل طلاء الأظافر (الأسيتون) بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم

4. الفشل الكلوي بفعل ارتفاع نسبة مادة اليوريا في الدم

5.مرضى الكبد قد يعانون رائحة الفم بسبب ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم.

6. مرضى نقص المناعة يعانون التهابات بكتيرية في الفم والفطريات بشكل متكرر.

بعض الأدوية والمضادات الحيوية تسبب جفاف الفم ورائحة مزعجة، مثل أدوية الصرع، أدوية الاكتئاب، مدرات البول، أدوية الضغط و مضادات الذهان.

لذلك لا ينصح بتناول أي أدوية دون استشارة الطبيب، لمناقشة الآثار الجانبية واختيار الحل الأنسب لكل حالة.

طبيب أسنان عام

مستشفى إن إم سي رويال – الشارقة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *