التخطي إلى المحتوى


08:17 م


الخميس 11 أغسطس 2022

كتب – محمد شعبان:

لم يكد يصل رجال البحث الجنائي مسرح جريمة مقتل موظف ذو حيثية داخل مسكنه بمنطقة فيصل حتى انطلق كل فريق لأداء مهمة محددة. الفريق الأهم تولى تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار الذي شهد الفصل الأهم في الرواية.

شهود عيان من الجيران وأصحاب المحال التجارية ذهبوا إلى أن الجناة تجمعهم خصومة بالمجني عليه، وأن الانتقام قد يكون الدافع لاسيما لطبيعة عمله بينما راح أخرون إلى أن السرقة هي السبب.

بصوت مفعم بالثقة، أمسك أحد الضباط المشاركين بهاتفه ليتصل بقائد بفريق البحث يخبره بنتيجة محورية ستغير مسار القضية “يا فندم محدش دخل أو خرج من العمارة أصلا”.

توقف قائد الفريق للحظات عند تلك العبارة موجها الضابط “طيب كمل انت في طريقك” بينما وجه مجموعة أخرى بتكثيف التحريات والفحص للمترددين على العقار طوال اليوم وتطوير مناقشة أسرة القتيل مؤكدا “القضية دي مش هتطلع برا العمارة”.

بمرور الوقت وتناغم العمل البحثي تكشفت الحقيقة. تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه، وأنها ترتبط بعلاقة آثمة بشخص رتبا سويا للتخلص من الزوج المخدوع وأعدا سيناريو “الملثمين” ليبدو الأمر حادي جنائي (انتقام – سرقة).

مساء الثلاثاء الماضي، تجمع سكان أحد العقارات بشارع العشرين على صراخ ربة منزل “جوزي اتقتل” ليهرع الكل لاكتشاف ما يدور في الشقة السكنية التي يقطنها جارهم ذو الحيثية ليجدوه مضرجا في دمائه.

دقائق قليلة كانت كفيلة بتجمع الشرطة من كل حدب وصوب يتقدمهم أعلى القيادات فالحدث جلل نظرًا لماهية الضحية. مع تأزم الموقف فرض رجال الأمن طوقًا أمنيا لتسهيل أعمال الفحص الجنائي.

أمام العميد علي عبد الرحمن رئيس قطاع الغرب، قالت الزوجة المكلومة إنها حملت كيس القمامة خارج الشقة تمهيدًا لحصول جامع القمامة عليه في الصباح حتى فوجئت بملثمين اثنين “دخلوا الشقة وقتلوا جوزي” مبررة عدم استغاثتها حينها “خوفت يموتوني جنبه”.

فريق بحث رفيع المستوى ترأسه اللواء علاء فتحي نائب مدير مباحث الجيزة، بمشاركة فرقة الغرب بقيادة العقيد محمد الصغير والتي تركزت على فحص المترددين على العقار وعلاقات القتيل والأسرة برمتها.

تحريات المقدم محمد سعيد رئيس مباحث بولاق الدكرور، كشفت عن الطامة الكبرى بأن زوجة الضحية هي العقل المدبر للجريمة بالاشتراك مع أحد المنفذين إذ تربطهما علاقة آثمة، واختلاقها الرواية التي جاءت على لسانها في البداية لتضليل الشرطة.

عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة الرائدين أيمن سكوري وأحمد مندور معاوني المباحث من ضبط المتهمين وأداة الجريمة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *